يستعدّ الآن البنك المركزي الروسي لاتّخاذ بعض الإجراءات المناسبة في حال تمّ فرض المزيد من العقوبات المالية على البلاد وخاصة على بورصة موسكو ومركز المقاصّة الوطني، حيث يُريد عندها البنك المركزي ضمان إدارة سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الروبل الروسي، ومما ورد عنه بالخصوص: " من أجل ضمان حماية العملاء وتوفير عمليات تشغيل سلِسة عبر النظام المالي لدينا، يقوم بنك روسيا المركزي الآن بتنفيذ نماذج لِسيناريوهات مختلفة ذات علاقة مع بعض المشاركين في الأسواق المالية ومؤسسات البُنية التحتية ".
وقد تمّ أيضاً منع الفرنك السويسري من التداول مقابل الدولار الأمريكي والروبل الروسي عبر بورصة موسكو، كما سيتم تعليق أعمال الين الياباني من التداول عبر هذه البورصة اعتباراً من 8 أغسطس هذا العام 2022. فعادةً ما تعتبر كل من عملة الفرنك السويسري والين الياباني عملتين أساسيّتين تستفيدان غالباً من تدفقات الملاذ المالي الآمن.
اقرأ هذا الخبر| تسجيل شركة Cboe FX Markets تراجعاً شهرياً في التداول مع ارتفاع الطلب على أُسس سنوية بنسبة 11%
وقد عملت شركة Gazprom على خفض نسبة إمداداتها من الغاز إلى أوروبا الأسبوع الماضي ولم تُوفر شركة Nord Stream سوى 20% فقط من طاقتها الخاصة، بل وأعلنت الأولى خلال عطلة نهاية الأسبوع عن قرارها بتعليق إمداداتها من الغاز إلى لاتفيا التي تعتمد على الغاز باستخداماتها بنسبة 27% من إجمالي الطاقة لديها.
ويُحاول من جهته الآن الاتّحاد الأوروبي زيادة قيمة وارداته من الغاز الطبيعي المُسال من مناطق أخرى مثل الولايات المتحدة وقطر والنرويج. وعلى عكس النفط الخام، لا تزال عمليات تداول الغاز الطبيعي بالقرب من ارتفاعاته الأخيرة. ولقد تمّ بالفعل تأجيل مُخططات منع روسيا من دخول سوق التأمين البحري لدى شركة LIoyd's of London نظراً لأن ذلك يعني تقييد فرص وصولها إلى أسطول الناقلات لِصادراتها النفطية.
ومع ذلك، أعربت إدارة بايدن الأمريكية عن استيائها من هذه الخطوة الإجرائية نظراً لأن الولايات المتحدة تعاني الآن من ارتفاع مُعدلات التضخم الاقتصادي، وبالتالي قد تؤدي مثل هذه الإجراءات إلى رفع أسعار الطاقة الأمر الذي سيُحافظ قدر الإمكان على معدلات التضخم الحالية المذكورة على الرغم من إجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي ذات العلاقة والمُتمثلة في رفع أسعار الفائدة المالية.
اقرأ هذا الخبر| دوكاسكوبي Dukascopy تضيف 405 عقود CFD على الأسهم الجديدة لتلبية طلبات العملاء
ومن جهتها، ستمنع بريطانيا السفن المُحملة بالنفط الخام الروسي إلى البلاد فقط اعتباراً من نهاية هذا العام، كما كانت عمليات حظر التأمين في الاتّحاد الأوروبي ساري المفعول اعتباراً من يوم 4 يونيو على أن تبقى العقود الحالية كما هي حتى نهاية العام 2022. ولكن، لن يتم بالتأكيد منع الشركات الأوروبية من الدفع لشركة Rosneft لِشراء أو نقل مُنتجات النفط الخام إلى دول خارج الاتّحاد الأوروبي، وذلك من أجل ضمان عدم تأثر إمدادات الطاقة العالمية بدرجة كبيرة.
وتُحاول الآن الولايات المتحدة إقناع الاتّحاد الأوروبي بأن يتم تسليم النفط الروسي إلى دول أخرى (خارج الاتّحاد الأوروبي والولايات المتحدة) طوال فترة ثبات السداد بأقل من أسعار الأسواق المالية. بل وتضغط الآن الولايات المتحدة من جهتها من أجل خفض أسعار البنزين قبل الانتخابات النصفية التي تمّ إجرائها في نوفمبر، فقد اتّضح أنه من بين أولويات الولايات المتحدة تحديد سقف أسعار النفط أولاً قبل البدء بقرار فرض حظر شامل على التأمين البحري حتى نهاية هذا العام 2022.
وقد عملت روسيا من جهتها على زيادة شحناتها من الغاز إلى الصين، كما سيتم ربط "قوة سيبيريا" -باعتبارها خطّ أنابيب تمّ استخدامه لنقل الغاز إلى أوروبا- بالصين نفسها ما يسمح للحكومة الروسية بالتنويع ما بين الأشخاص الذين ستبيع لهم الموارد الطبيعية الخاصة بها. حيث كانت الصين تحصل بالتأكيد على غاز من خط الأنابيب الروسي وكمية أقل من الغاز الطبيعي المُسال. ونتيجة عمليات الإغلاق خلال فترة الوباء العالمي Covid-19، كان طلب الصين على الغاز الطبيعي المُسال منخفضاً، ومن المُتوقع أن يبقى منخفضاً أيضاً طوال شهر سبتمبر.
ومع ذلك وبمُجرد أن يزداد طلب الصين على الغاز الطبيعي المُسال، قد تبدأ الصين نفسها بالتنافس مع أوروبا على واردات الغاز الطبيعي المُسال. حيث توصّل عدد من أعضاء الإتّحاد الأوروبي إلى اتفاقية سياسية تهدف لِخفض الطلب على الغاز الطبيعي طواعيةً بنسبة 15% خلال الشتاء القادم، ولكن قالت لائحة تنظيمية تابعة لمجلس البلاد إنه من المُحتمل أن يتم تشغيل "تنبيه الاتحاد" حول محاولة تخفيض وجود الغاز الطبيعي بنسبة 15% الإلزامية.
ووفقاً لما ورد بالخصوص عن موقع ICE، شهدت ICE UK OCM Gas Spot أعلى متوسط حجم تداول يومي ADV منذ العام 2014. ومن هنا، نجدّ أنه ينبغي الآن على شركات الوساطة التجارية العاملية بعقود الفروقات النظر في تقديم منتجات الغاز الطبيعي بما فيها الصناديق الاستثمارية المتداولة في البورصة. وفي الوقت الذي تركز فيه الطلب على الطاقة الخضراء (خاصةً عندما قدم بنك Saxo مجموعة (سلة) الطاقة المُتجددة في وقتٍ سابق من هذا العام)، نتوقع أن تزداد نسبة التقلبات المالية مع اقتراب شهر ديسمبر عندما سيتم فرض حظر كامل على التأمين البحري.
وغالباً ما تزداد أحجام أسواق الفوركس المالية إلى جانب بعض أحداث المخاطرة. وفي حين أنه لا يزال هناك وقت للحديث عن تحديد كيفية تفكك التوتر بين روسيا وأوروبا، إلّا أنه تعتبر عملية تقديم مجموعة لا بأس بها من مُنتجات الغاز الطبيعي بهدف تلبية طلب المستثمرين عليها قد تكون بمثابة الخطوة المالية المناسبة التي ينبغي على المزيد من شركات الوساطة التجارية اتّخاذها.
0 تعليقات