يقول بعض المُعارضين لعملة البيتكوين إنها لم تقُم بتنفيذ أعمال جيدة كما وعدت في السابق، ويُعتبر هذا بيان غامض نظراً لأنه كان هناك على مدار ثلاثة عشر عاماً وعودات وتنبؤات مُتعددة من مجموعة متنوعة من المُعلّقين. فهل أصبحت الآن عملة البيتكوين عملة عالمية تعمل كوسيط تبادل رقمي من نظير إلى نظير؟ فهذا ما قصد مُنشئ البيتكوين، وصحيح القول بأنّ هذا لم يحدث بعد وهو بعيد المدى. وعلى الرغم من أنه يُمكنك العثور على تنبؤات مُبكرة تُوضح إطاراً زمنياً قصيراً بشكل غير واقعي، فمن المنطقي الاعتقاد بأنه لم يكن من المُتوقع أن تكون البيتكوين قد تولت دوراً كاملاً في العملة خلال ثلاثة عشر عاماً من بدايته.
وفي حين أن ذلك لم يحدث بعد على نطاق واسع، فمن المؤكد أنّ هناك أشخاصاً يستخدمون البيتكوين حالياً بالفعل وخاصةً من أجل تحويل المدفوعات من نظير إلى نظير. ومع توفير شبكة عمل Lightning Network كأحد الحلول الهادفة لِتوسيع مجال عمل الطبقة الثانية من أجل تسهيل المعاملات السريعة الغير مُكلفة، يعتبر استخدام البيتكوين لإجراء المدفوعات واستلامها على أُسس يومية يبدو جيداً ضمن مجالات الاحتمال.
اقرأ هذا الخبر| انخفاض عدد حسابات البيتكوين النشِطة بنسبة 13% في سبعة أشهر
وماذا عن البيتكوين كمُخزن للقيمة؟
بعد كل شيء، إذا كانت البيتكوين تعمل كعملة وستبقى ثابتة، فينبغي أن تحتفظ بِقيمتها وبالتالي تعمل كمكان لِتخزين الثروة المالية. وفي حال قُمت بشراء البيتكوين خلال الفترة الممتدة من ديسمبر من العام 2020 وحتى الآن، فمن المحتمل أن تكون غير ظاهرة تماماً، ولكن في حال قُمت بشرائها في أي وقت خلال أحد عشر عاماً قبل ذلك، فأنت بخير إلى الآن.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر البيتكوين في الوقت الحالي عند أدنى مستوىً تاريخي له خاصة خلال الزوبعة الاقتصادية الكلية التي تسببت بالفعل في إحداث فوضى في جميع المجالات. وعند النظر في وظيفتها كمخزن للقيمة، سيكون من المناسب تماماً إعادة التحقق بعد عام أو عامين ثمّ مرة أخرى خلال النصف الثاني من العقد الماضي ومعرفة مدى نجاح عملات البيتكوين.
ولكن، يُوجد هناك ادّعاء آخر وهو ذو طابع هادئ ومُثير في الوقت نفسه بشكلٍ خاص ومن شأنه أن يعمل على تحفيز المشاعر بين حامليها، وهو يتمثل في أنّ البيتكوين عبارة عن طوف للنجاة أو وسيلة للانسحاب من أنظمة العمل الفاسدة والمكسورة لِصالح بديل مالي أقوى وأكثر تفاؤلاً. وعلى المستوى العملي، يتطلب هذا أن تنفصل عملة البيتكوين عن الأسواق المالية التقليدية وأسواق الأسهم والتكنولوجيا والحزبية السياسية وحتى حول الاقتصاد الكلي. وبالإضافة إلى ذلك، يتطلب تطوير المزيد من الاقتصادات الدائرية -حيث لا يحتاج أي من الأشخاص إلى صرف وتحويل النقود- لأيّ سبب من الأسباب بل ويتم فصل أي من الروابط المُتبقية بالمال القديم.
ومرةً أخرى، لم يكن مُتوقعاً أن يحدث ذلك في غضون ثلاثة عشر عاماً، وفي حال حدث ذلك، فسيكون بالتأكيد بمثابة تحولاً اجتماعياً كبيراً. ولكن السؤال هنا، ما مدى واقعية هذا التوقع؟ ففي حال قبلنا كما ذكرنا سابقاً في أن البيتكوين يتم استخدامه بالفعل من نظير إلى نظير وأن هذه الوظيفة مُفيدة للغاية وأنه يوجد هناك المزيد من القواعد المُخصصة لتمكين هذا الاستخدام، فلماذا لا يكون هناك في مرحلةٍ ما نقطة تحول إلى اقتصاد دائري مستقل والذي إذا أثبت جدارته سيتوقف بالتأكيد عن كونه اقتصاداً مستقلاً وهل من الممكن أن يكون الطريقة التي يختار الناس التعامل بها؟
اقرأ هذا الخبر| امتلاك 39% من جيل الألفية في الولايات المتحدة أصول العملات المشفرة
قد يقول البعض أن هذا مجرد حلم كاذب نظراً لأن السلطات السياسية لن تسمح بحدوث ذلك، ولكن تلك هي السلطات المذكورة التي ستكون عملة البيتكوين بديلاً لاستخدامها. وانطلاقاً من هذا المنطق، لن يُسمح للبيتكوين بعد ذلك بالازدهار ولا يُمكن أن يكون هناك أية تحولات بعيداً عن الطرق الحالية المستخدمة في مُمارسة الأعمال التجارية أبداً، وذلك ببساطة لأن الطرق الحالية موجودة ومُقاومة. ومن أجل قبول هذا الخط الفكري الذي سيكون انهزامياً إلى أبعد الحدود، فإن البيتكوين لا تحل بالتأكيد محل المنافسين من خلال مواجهتهم بل تفعل ذلك من خلال التدفقات ذات العلاقة.
ونودّ هنا الإشارة إلى نقطة أخرى وهي أنه عندما يتعلق الأمر بتوفير بدائل، فإن البيتكوين تقوم بالفعل بهذا الدور وإن كان ذلك بطريقة أقل قابلية لحالات القياس الكمي وبعض حالات الرسم البياني، ولقد تطورت المزيد من الثقافات الجديدة والشبكات الديناميكية القائمة وبعض المكتبات المُتنامية للتعليم والفلسفة حول البيتكوين، وعادةً ما تتقاطع هذه المجتمعات والموارد بين التخصصات المختلفة وتأتي في مجال الشؤون الجارية من زوايا تتجاهلها وسائل الإعلام السائدة غير المبالغة والتي تبدو أحياناً مُفيدة.
وعليك الآن الوصول إلى الشبكات التي تمّ إنشائها والتفاعل معها وسرعان ما ترى أن عملات البيتكوين تعمل بطريقة غريبة وجذابة للغاية. وليس فقط في هذه الحالة، لا تعمل الآن البيتكوين كعملة أو مُخزن للقيمة ولكن كمُحفز ورابط يجمع ما بين الأشخاص والمنظمات الذين ينظرون إلى العالم بشكل مختلف ويفهمون أنه إن كان بإمكانك إصلاح المال، فمن المؤكد أنه يُمكنك إصلاح الكثير إلى جانبه.
وعادةً ما يتم التساؤل بأنه لماذا يبدو أن أولئك الذين يُدخلون البيتكوين على نطاقات أوسع في العملات المشفرة بشكلٍ عام، يستهلكونها، ومن المُحتمل أن يكون الجواب بأنها أوجدت شبكة اجتماعية قوية مُتفائلة بشكل كبير وبنّاء ومن شأنها أن تُقدم بدائل ملموسة تعتمد على التكنولوجيا.
ويُمكن الآن لعملات البيتكوين أن تظهر على أنها مرنة وقادرة بشكل ملحوظ على ترك الأخبار السيئة ذات العلاقة قصيرة المدى تنزلق وتظهر، وفي كل مرة تكون هناك حاجة إلى وجود تذكيرات إيجابية وحتى في أسوأ الظروف، يكون هناك تكرار للمزيد من العبارات المألوفة دون الحاجة إلى إحداث فوضى زائدة في كل من Stack sate و HODL. وهل تعمل بالفعل هذه العبارات لأن البيتكوين تعمل؟ أم أنّ البيتكوين تعمل لأن العبارات تعمل؟ وفي كلتا الحالتين وفي وقتٍ يتسم بالتدفقات العالمية وخاصة عندما يبحث الناس عن طرق أفضل للحياة والتي عندها تكون جميع الاحتمالات موجودة لأخذها.
0 تعليقات