مهما كانت نسبة تعاطفك مع العملات المشفرة ودعمك لها، فقد يبدو أحياناً أنه من الأفضل لو أنّ الدول القومية التي تتبنّى عملة البيتكوين بالفعل وتجعلها عملة قانونية لديها قد تمّ التغاضي عنها كقِصص إخبارية حول العالم. فقد اتّخذت دولة السلفادور في سبتمبر من العام 2021 هذه الخطوة واعتمدت البيتكوين كعملة قانونية لديها مع الحفاظ على الدولار الأمريكي كوسيلة أخرى للتداول، ويطلب قانونها الآن بالفعل من جميع الشركات العاملة في السلفادور قبول البيتكوين كوسيلة للدفع. ورُبما يكون التوقيت الحالي قد أثر بالفعل على التغطية الإخبارية ذات العلاقة خاصة مع بعض تصرفات أمريكا الوسطى خلال سلسلة غير مسبوقة من السلوكيات الغير قانونية على مستويات عالمية والتي تركزت بالدرجة الأولى حول جائحة كورونا Covid-19 ومن ثمّ الحرب على أوكرانيا. 

وعلى الرغم من ذلك، لم تحتلّ التجارب الاقتصادية الخاصة بأمريكا الوسطى المُضطربة مكانة كبيرة وسط الأخبار العالمية، وذلك تماماً كما حدث عندما اتّبعت جمهورية أفريقيا الوسطى تقدم بلاد السلفادور نحو عملة البيتكوين العالمية الشهر الماضي. وماذا عن هذا الأسبوع؟! فقد التقى بعض من مُحافظي البنوك المركزية ومُمثلي الجهات المالية الأخرى والقادمين من حواليّ 44 دولة حول العالم لِمُناقشة حالات الشمول المالي العالمي، حيث تعتبر البيتكوين الآن واستخدامها في البلد المضيف في هذه الحالة من الموضوعات الرئيسية تماماً التي ينبغي مُناقشتها بالفعل. 


اقرأ هذا الخبر| بلوغ التدفقات المالية الأسبوعية الخارِجة الخاصة بعملة الإيثيروم 5.7$ مليار


وتعتبر أيضاً الدولة المُمثلة واحدة من الدول النامية تعتبر مسؤولية إيجاد طريقة جديدة لِدمج أولئك الذين لا يتعاملون مع البنوك المالية الرئيسية على أنها مسألة اجتماعية واقتصادية ذات أولوية عالية، فمِن المعروف أنّ مثل هذه البلدان لا تمتلك رفاهية كافية للحدّ من بعض الحلول والأنظمة المحتملة بحجة أنها قد تُثير استياء رأي مؤسسة معينة. ويُشير من جهته المؤتمر ذات العلاقة في بلاد السلفادور إلى أنذ قصص تبنّي عملة البيتكوين الحقيقية في العالم قد تتغير بالفعل بغضّ النظر عن مَن يُمكن أن يهتم بذلك الأمر ومن لن يهتمّ. ومن المُحتمل أن تكون مثل هذه القصص غير واضحة في بداية الأمر أو حتى تمّ التغاضي عنها ورُبما رفضها بشكلٍ تامّ، ولكن من المُستحيل أن يتم تجاهلها الآن. 

وتجدر هنا الإشارة إلى أنّ مثل هذه القصص لم تصل بعد إلى المرحلة التي يتوقع فيها الأغلب حول العالم ما يُمكن حدوثه، ولكن من المُمكن أن نكون بالفعل في طريقنا نحو المزيد من التغييرات التي تتطلب الاهتمام. وهناك أيضاً علاقة مُتوازية مع ما يُمكن أن يحدث، حيث أنها تعكس المسار الذي تسلكه عملة البيتكوين في المزيد من الخيارات خطوةً بخطوة والتي قد تمرّ خلالها ببعض السخرية والفضول إلى أن تصل مراحل تقدمية على مستويات مختلفة منها الإدراك وبداية القبول. 

وعند البحث عن تغطية إعلامية مناسبة حول السلفادور وسياسة البيتكوين المُعتمدة هناك، يظهر انقسام واضح والقليل جداً من العوامل المُشتركة، كما تمّ التقاط بعض من مؤشرات يُمكن استخدامها في دعم الحجة التي تقول إنّ حالات تبني عملة البيتكوين في مثل هذه الدول القومية سيئة وعادةً ما يتم تضخيمها وبالتالي تقديم قصص التبنّي بشكل سلبي، وذلك من خلال بعض وسائل الإعلام التقليدية القديمة. وبالمقابل، يوجد هناك بعض أوجه التشابه التي يُمكن استخلاصها نظراً لأنّ ذلك يعكس الموقف الذي اتّخذته بعض المؤسسات المالية التقليدية من البيتكوين وأعمالها ليس كعُملة مُعتمدة ولكن ببساطة أنها عملة موجودة لا أكثر، وهو الموقف الذي من المُتوقع تماماً أن يتحول الآن بشكل كبير إلى بعض الاتجاهات الإيجابية مع تقدم بعض حالات المُصادقة المؤسسية. 


اقرأ هذا الخبر| بورصات التشفير في كوريا الجنوبية تُحذّر من معاملات عملة Litecoin


وفي بعض المصادر الإعلامية الأخرى، تُقدم بعض المصادر البديلة التي دافعت باستمرار عن عملة البيتكوين وأعمالها وقدمت بعض المحتويات التعليمية حول أسباب دعمها لها المزيد من الحالات الإيجابية الخاصة بعمليات تبنّي الدولة القومية للعملة مركزةً بصورة كبيرة على كيفية نجاح مُناورة السلفادور ذات العلاقة. وعندما يكون الانقسام في حالات التغطية الإخبارية واضحاً تماماً، قد يكون من الصعب على أحد الجهات الرقابية والتي لا تمتلك دراية كافية بِخصائص ومخارج الموضوع أن تتعامل مع الموضوع بشكل أكثر دقة وموثوقية. ففي هذه الحالة، مِن المنطقي تماماً مُحاولة تصغير المؤشرات الداخلية للأمر والمُتمثلة في (اعتماد عملة الدولة القومية) إلى المؤشرات الأكثر بروزاً وشمولية (وهي اعتماد عملة البيتكوين نفسها)، وينبغي هنا السؤال حول المُعلّقين الذين استوعبوا التوجهات الحالية بشكل أفضل خاصة حول ما يتعلق بالبيتكوين. 

ولا يعتبر أيضاً من النقد المُفرط للمؤسسات الإعلامية أن تُلاحظ لِسنوات عديدة أن تغطيتها الإخبارية لم تُقدم صورة واضحة للمسار الذي تسلكه البيتكوين الآن، فعادةً ما تكون مثل هذه التغطيات الإخبارية مُجرد تغطية غير عميقة ولكنها صريحة عدائية من الدرجة الأولى. وينبغي هنا الأخذ بعين الاعتبار أن الأمر لن يكون مُفاجئاً إذا نظرت تلك المؤسسات الإعلامية إلى ما يحدث في مثل هذه الأماكن مثل السلفادور وتقديم صورة غير مواتية تماماً خاصة حول ما يتعلق بالبيتكوين. وأفضل ما يُمكن فعله هنا هو التقاط بعض خطوط الاتجاه، ففي حال اتّخذت أحد المُنظمات المالية موقفاً بشأن موضوع معين وظهرت على نطاق واسع بل واستمرت في الحفاظ على هذه التوجهات في منطقة معينة، فربّما يكون هنا من الأفضل افتراض بعض المواقف المُضادة التي قد تكون أكثر إفادة من غيرها. وعندما يتعلق الأمر بذلك، تتقدم الآن عملة البيتكوين إلى الأمام بغضّ النظر عما إذا كان لديها تغطية إعلامية ذات علاقة أم لا أو ما هي النغمة التي قد تختارها التغطية لعرضها. وعادةً ما تُشير أعمال البيتكوين إلى أنّ البيتكوين أصبحت أمراً لا مفرّ منه، وسواء كان ذلك صحيحاً أم لا، الأمر يتّضح ولكنّ المنطق أنها أمراً لا مفرّ منه بالفعل خاصة في الأوقات التي تكون بها الرقابة الإعلامية موجودة بشكل ملحوظ. كما يتمثل الشيء الأكثر وضوحاً أنّ هذه الأمور لا تُحدث فرقاً عن السابق. وهناك عبارة أخرى ينبغي على دُعاة البيتكوين استخدامها ويُمكنها أن تشمل بدقة كل ما يحدث الآن وعلى مدار العقد الماضي إلى جانب ما يُمكن حدوثه في المُستقبل بشكل تدريجي ومن ثمّ بشكل مفاجئ.